نابلس مدينه فلسطينيه عربيّةٌ، يعود تاريخها إلى 9000 سنة،
وكان اسمها "شكيم"، بمعنى المنكب أو الكتف. وذَكرتها رسائل تل العمارنة بإسم "سكَكْمي".
موقع بلدة "شكيم" من أجمل مواقع مدن فلسطين.
جعل من الصّعب تحصينها وجعلها أقلّ قدرةٍ على الدّفاع. وقد واجهت نابلس، كغيرها من المُدن الفلسطينية، مراحل الغزو المُختلفة عبر التّاريخ. وفتحها عمر بن العاص بعد فتح غزّة.
أَقدَمَ مَن سَكَنَ شكيم من العرب كان الحويون والجرزيّون. وإذا كانت فلسطين هي قلب الوطن العربي لربطها شماله بجنوبه، فإنّ نابلس هي قلب فلسطين لربطها شمالها بجنوبها.
وهي تتمتّع بموقعٍ جغرافيٍ مهمٍ إذ تتوسّط إقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية.
ويُعتبر جبل نابلس حلقةً في سلسلة المدن الجبليّة الممتدّة من الشمال إلى الجنوب. وهي تقع على مفترق طرقٍ رئيسةٍ، تمتدّ من العفولة وجنين شمالاً حتى الخليل جنوبًا، ومن طولكرم غربًا حتّى جسر دامية شرقًا.
تبعد مدينة نابلس عن القدس 69 كيلومترًا، وتربطها بمدنها وقراها شبكةٌ جيّدةٌ من الطّرق. ومدينة نابلس هي مركز قضاء يحمل اسمها، قضاء نابلس، الذي يضمّ إضافةً إليها 130 قريةٍ كبيرةٍ وصغيرةٍ. ويحدّ قضاء نابلس من الشّمال قضاء جنين وبيسان ومن الجنوب اقضية القدس ورام الله والرّملة، ومن الشّرق نهر الأردن، ومن الغرب قضاء طولكرم.
تبلغُ مساحة أراضي مدينة نابلس8365 دونمًا، وهي ترتفع عن مستوى سطح البحر 5000م. أمّا عدد السّكان فقد بلغ عام 1945 حوالى 23250 نسمةٍ؛ وهُم الآن حوالي 270 ألف نسمةٍ.
تتألف من قسمين: البلدة القديمة التي تقوم في وسط المدينة والمعروفة بأزقّتها وأسواقها الضّيقة، والبلدة الحديثة التي أقيمت على الأطراف وعلى سفوح جبلَيّ عيبال وجرزيم. ومدينة نابلس تُمثّل مركزًا اقتصاديًا مهمًا، حيث اشتهرت بصناعة النّسيج والجلود والكيماويّات والصابون والصّناعة المعدنية؛ وهي عامرة بمدارسها ومساجدها الكثيرة.
سُمّيَت جبال نابلس بجبال النّار لمَا أبداه أهالي نابلس من ضروب البطولة والبسالة دفاعًا عن الأرض والحقّ، وذلك في كلّ الثّورات والإضرابات والمُظاهرات التّي عمّت البلاد، منذ عشرينات القرن الماضي، لمواجهة الإحتلالَين البريطاني والصّهيوني، شأنها بذلك شأن كلّ المُدُن والقرى الفلسطينيّة. وبعد إحتلال عام1967 تعرّضت، مثل كلّ المدن الفلسطينية، إلى هجمةٍ استيطانيّةٍ شرسةٍ حيث أُقيمت العديد من المُستعمرات حَولَها.